حضرات السيدات والسادة أعضاء المجلس،
يسعدني أن أرحب بكم، في الدورة السادسة عشرة لمجلسنا، التي تصادف حلول شهر رمضان المبارك. وبهذه المناسبة، أود أن أتوجه بأطيب التهاني والمتمنيات لكم ولذويكم، مقرونة بموفور الصحة والهناء، والتوفيق في مختلف أعمالكم.
في البداية، لا بد أن نسجل، ببالغ الارتياح، نجاحنا في الوفاء بالوعد الذي كنا قد قطعناه على أنفسنا بمضاعفة الجهود، من أجل استكمال الأعمال التي التزمنا بإنجازها قبل نهاية الولاية الأولى للمجلس. إذ أن عدد المشاريع المقدمة خلال هذه الدورة، سواء أكانت تقييمية أم اقتراحية، يبـــيِّن بوضوح الوتيرة المكثفة، ومستوى الوعي اللذين شكلا محرك الاشتغال على هذه المشاريع.
في هذا الصدد، لا يسعنا إلا أن نشيد بالأعمال التي ما فتئ يقوم بها كل من مكتب المجلس، ولجانه الدائمة، ومجموعتي العمل الخاصة واللجنة المؤقتة لديه، وأيضا مختلف بنياته التقنية والإدارية، التي أبانت بحق، علاوة على الكفاءة المعهودة فيها، عن قدرتها على الاستجابة، بالسرعة المرغوبة، لما هو مطلوب منها من أعمال، والتكيف الإيجابي مع المستجدات.
ضمن هذا المسار، ستنكب جمعيتنا العامة طيلة يومين، على جدول أعمال مكثف وغني، من حيث المواضيع، والرهانات المعقودة عليها:
أولا: تدارس مشروع تقرير عن “التعليم العالي في أفق سنة 2030، آفاق استراتيجية” الذي أعدته اللجنة الدائمة للبحث العلمي والتقني والابتكار، بتعاون مع الهيئة الوطنية للتقييم. وهو تقرير تكمُن الغاية الجوهرية منه، في السعي إلى الإسهام في إصلاح التعليم العالي، من أجل تحقيق نقلة نوعية وكمية، تجعل هذا التعليم قادرا على رفع التحديات التي يواجهها، في انسجام مع مبادئ الرؤية الاستراتيجية للإصلاح، وخياراتها الأساسية.
ثانيا: مشروع تقرير عن “جمعيات آباء وأمهات وأولياء التلاميذ، شريك أساس في تحقيق مدرسة الانصاف والجودة والارتقاء”، من إنجاز اللجنة الدائمة للخدمات الاجتماعية والثقافية، بدعم علمي من قطب الدراسات والبحث. وهو تقرير يهدف إلى تقوية وضع ومهام هذه الهيئات، بهدف تمكينها من القيام بأدوارها في النهوض بالمدرسة المغربية.
ثالثا: مشروع رأي حول “تعليم الأشخاص في وضعية إعاقة، نحو تربية دامجة منصفة وناجعة”، أعدته اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط التعليمية، بدعم من قطب الدراسات والبحث. وهو مشروع يتوخى الإسهام في تحسين تمدرس الأشخاص في وضعية إعاقة، ولاسيما عبر تطوير السياسات وملاءمة الفضاءات والممارسات التربوية، في اتجاه توفير تعليم دامج ومنصف وجيد ونافع لهم، مع التصدي لكل أشكال الإقصاء والتمييز التي يواجهونها.
رابعا: مشروع التقرير السنوي عن حصيلة وآفاق عمل المجلس برسم سنة 2018، وهو التقرير الرابع من نوعه منذ تنصيب مؤسستنا سنة 2014، أعدته اللجنة المؤقتة المحدثة من قبل الجمعية العامة، المشكلة من السيدة رحمة بورقية والسيد عبد الحميد عقار والسيد عبد الناصر ناجي والسيد عبد اللطيف المودني. ومن السمات المميزة لهذا التقرير أنه يقدم أعمال المجلس بنفس استراتيجي، يركز على القيمة المضافة لهذه الأعمال في سيرورة إصلاح المنظومة التربوية.
خامسا: ستقف جمعيتنا العامة على عملين مهمين أنجزتهما الهيئة الوطنية للتقييم:
- العمل الأول يهم، البحث الميداني حول “الأسر والتربية”، وهو الأول من نوعه في هذا المجال، تتمثل قيمته المضافة في كونه يقدم دراسة علمية ترصد وتحلل تمثلات الأسر للمدرسة المغربية العمومية والخاصة، وتوفر معطيات مهمة، بإمكانها إفادة مختلف الأعمال التي تنكب عليها هيئات المجلس. والأعمال التي تقوم بها عدة مؤسسات أخرى.
- أما العمل الثاني، الذي لا يقل أهمية عن الأول، فيتعلق “بإطار الأداء لتتبع الرؤية الاستراتيجية خلال الفترة الممتدة من 2015 إلى 2018”. وهو عمل أولي يوفر لمجلسنا رصيدا مهما من المعطيات عن سير تطبيق رافعات الإصلاح التربوي، ودرجة تحقق أهدافه، كما يضعنا في صورة دينامية التغيير المنشود. إلى جانب كونه أداة أخرى تنضاف إلى أدوات الفعل التقييمي الذي يضطلع المجلس به عبر الهيئة الوطنية للتقييم.
وإجمالا فأنا على يقين بأن مداولات جمعيتنا العامة خلال هذه الدورة، ستمكننا من تحقيق خطوة جديدة بناءة في مسار عملنا، وفي سيرورة الإسهام في دعم الإصلاح التربوي.
مع الشكر على حسن اصغائكم.